من هو قاتل الحارث بن عمير الأزدي


من هو قاتل الحارث بن عمير الأزدي؟ قصة أول سفير يُقتل في الإسلام والشرارة التي أشعلت غزوة مؤتة

هل خطر في بالك يومًا أن مقتل رجل واحد قد يكون كافيًا لإشعال حرب كبرى؟
في التاريخ الإسلامي، هناك حادثة مهيبة قلّما تُذكر، لكنها كانت نقطة تحوّل فاصلة، ليس فقط لأنها كانت سابقة خطيرة، بل لأنها شكّلت أول عملية اغتيال لسفير مسلم أرسله النبي ﷺ. فـمن هو الحارث بن عمير الأزدي؟ ولماذا قُتل؟ ومن هو قاتله؟ وما الذي ترتب على هذه الحادثة؟
دعنا نغوص في التفاصيل لتكتشف القصة الكاملة.


من هو الحارث بن عمير الأزدي؟

الحارث بن عمير الأزدي رضي الله عنه هو أحد الصحابة الكرام، من قبيلة الأزد، وكان من المسلمين الأوائل الذين عرفوا بالصدق والشجاعة والولاء للنبي ﷺ. أرسله النبي محمد ﷺ سفيرًا يحمل رسالة إلى حاكم بُصرى (وهي مدينة تقع في جنوب سوريا حاليًا، وكانت تحت حكم الروم آنذاك).
كان الهدف من الرسالة دعوة ملك بُصرى إلى الإسلام، أو على الأقل إبلاغه برسالة النبي ﷺ بطريقة سلمية، كما جرت العادة في ذلك الزمان.


من هو قاتل الحارث بن عمير الأزدي

تفاصيل الرحلة ومكان الاغتيال:

انطلق الحارث في رحلته شمالًا، قاصدًا بلاد الشام، وكان يحمل الرسالة الرسمية من النبي ﷺ. وأثناء عبوره من منطقة تُعرف بـمؤتة (وهي قرب الكرك بالأردن اليوم)، اعترضه شرحبيل بن عمرو الغساني، أحد القادة التابعين للدولة البيزنطية (الرومية) في تلك المنطقة.


من هو قاتل الحارث بن عمير الأزدي؟

قاتل الحارث بن عمير الأزدي هو: شرحبيل بن عمرو الغساني.
كان شرحبيل واليًا على البلقاء من قبل قيصر الروم (الإمبراطور هرقل).
وعلى الرغم من الأعراف الدبلوماسية المتبعة حتى بين الأمم الوثنية، والتي تقتضي عدم التعرض للرسل والسفراء، أقدم شرحبيل على قتل الحارث بن عمير بعد أسره، في خرقٍ صارخٍ لكل تقاليد التعامل مع السفراء والرسل.

وهذا الحادث هو الوحيد الذي قتل فيه أحد سفراء النبي ﷺ.


رد فعل النبي ﷺ على الحادث:

عندما بلغ الخبر النبي ﷺ، حزن حزنًا شديدًا، وأدرك أن هذا الفعل لا يمكن السكوت عليه. لم يكن الأمر مجرد قتل فرد، بل كان إهانة مباشرة للرسالة الإسلامية، وتعديًا على حرمة المبعوثين، وتهديدًا لمسار الدعوة السلمية.

لذلك، قرر النبي ﷺ إرسال جيش من ثلاثة آلاف مقاتل إلى مؤتة، في ما عُرف لاحقًا بـغزوة مؤتة، وهي أول مواجهة كبيرة بين المسلمين والإمبراطورية الرومانية.


نبذة عن غزوة مؤتة:

انطلقت الحملة في السنة الثامنة للهجرة، بقيادة ثلاثة من خيرة الصحابة:

  1. زيد بن حارثة (القائد الأول)
  2. جعفر بن أبي طالب (الخليفة من بعده)
  3. عبد الله بن رواحة (في حال استشهاد من قبله)

وبالفعل استشهد الثلاثة تباعًا، وتولى خالد بن الوليد القيادة، وأنقذ الجيش بحنكة عسكرية فريدة رغم مواجهة جيش روماني يفوق عدد المسلمين بعشرات المرات.


مصادر موثوقة


حادثة مقتل الحارث بن عمير الأزدي لم تكن مجرد صفحة من صفحات السيرة النبوية، بل كانت صرخة مبكرة في وجه الطغيان، ورسالة صريحة بأن الإسلام يحمي مبعوثيه، ويقف بكل حزم أمام الظلم والغدر. وإن كانت دماء الحارث قد سالت ظلمًا، فإنها كانت شرارة غزوة مجيدة كتبت للتاريخ درسًا لا يُنسى.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top