ما المقصود بكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد
الآية في سياقها:
الآية جزء من سورة “ق”، وهي سورة مكية تتحدث عن القيامة والمصير، وتحاول أن توقظ القلوب الغافلة، وتُذكّر الناس بيوم عظيم هو يوم القيامة، حيث تُبعث الأرواح وتُعرض الأعمال.
في هذه الآية، يُخاطب الله الإنسان بعد موته، فيقول له:
“فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ”
أي: أزلنا الحجاب الذي كان على بصيرتك في الدنيا، حجاب الغفلة، والشهوة، والهوى، والجهل.
“فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ”
أي: أصبح بصرك اليوم (يوم القيامة) قويًا نافذًا حادًا، ترى به الحقيقة التي كنت تنكرها أو تغفل عنها في الدنيا.
المعنى العام:
هذه الآية تُبيّن حال الإنسان بعد الموت، عندما يرى ما كان يُخفيه عنه الغفلة والجهل، فيرى الآن الحقيقة بوضوح مؤلم:
- يرى الملائكة
- يرى الحقائق الغيبية التي كان يكذب بها
- يرى سوء عمله
- ويبدأ في إدراك الحقائق التي طالما تجاهلها
من أقوال المفسرين (تأكيدًا لصحة المعلومات):
1. الطبري:
“أي أزلنا عنك الغفلة التي كنت فيها في الدنيا، فبصرك اليوم نافذ، تميّز به الأمور التي لم تكن تراها في الدنيا.”
2. ابن كثير:
“أي أزلنا عنك الحجب، وبصرك اليوم قوي نافذ ترى به ما كان غائبًا عنك.”
3. القرطبي:
“يعني أنك في الدنيا كنت غافلًا، أما الآن فقد زالت الغشاوة، وصرت ترى ما كنت تُكذب به.”