من هو الصحابي الذي شاهد المسيح الدجال
الصحابي الذي شاهد المسيح الدجال هو تميم الداري رضي الله عنه، وهو صحابي جليل من أهل فلسطين، وقد أسلم في السنة التاسعة للهجرة. وردت قصته في حديث مشهور يُعرف بحديث الجساسَة، حيث روى تميم الداري رضي الله عنه أنه كان في رحلة بحرية مع ثلاثين رجلًا من لخم وجذام، فاضطرب بهم البحر لمدة شهر حتى ألقتهم الأمواج على جزيرة، وهناك التقوا بشخص غريب الهيئة مقيدًا بالسلاسل، وعندما سألوه عن هويته، أخبرهم أنه المسيح الدجال، وأنه سيخرج عندما يؤذن له بذلك.
تفصيل القصة من الحديث الصحيح
روى الإمام مسلم في صحيحه عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها، أن النبي ﷺ جمع الصحابة بعد صلاة الفجر وأخبرهم بقصة تميم الداري، وقال:
“إنه حدثني حديثًا وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال…”
وفي الحديث، وصف الدجال نفسه بأنه مقيد في الجزيرة، وسأل الصحابة عن نبي العرب (أي النبي محمد ﷺ)، فأخبروه أنه قد بُعث، فقال لهم: “أما إنه خير لهم أن يطيعوه، وإني أخبركم عن نفسي: إني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة، غير مكة والمدينة، فإنهما محرمتان عليّ.”
مدى صحة الحديث
هذا الحديث صحيح وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه (حديث رقم 2942)، وهو من الأحاديث القوية التي تدعم فكرة وجود الدجال في جزيرة غير معلومة، وسيخرج في آخر الزمان.
لماذا هذه القصة مهمة؟
- تثبت أن الدجال موجود منذ زمن النبي ﷺ لكنه لم يُؤذن له بالخروج بعد.
- تُظهر أن الصحابة كانوا حريصين على معرفة الفتن الكبرى، مثل فتنة الدجال.
- الحديث يؤكد أن المدينة ومكة محرمتان على الدجال، فلا يستطيع دخولهما.
حقائق إضافية عن تميم الداري رضي الله عنه
- كان راهبًا نصرانيًا قبل إسلامه.
- بعد إسلامه، أصبح من عباد الصحابة وزهّادهم، وكان أول من سن إضاءة المساجد بالقناديل.
- عاش بعد النبي ﷺ وروى العديد من الأحاديث عنه.
لماذا هذا الحديث مهم لك كمسلم؟
لأنه يذكّرك بضرورة التحصن بالإيمان والاستعداد للفتن الكبرى، وأهم وسيلة للحماية من فتنة الدجال هي:
- حفظ أول عشر آيات من سورة الكهف.
- الاستعاذة منه في الصلاة كما علمنا النبي ﷺ.
- البقاء في الحرمين عند خروجه إن أمكن، لأنهما محصنتان منه.
المصادر
