كيفية صلاة ليلة القدر
ليلة القدر هي أعظم ليالي العام، حيث قال الله تعالى: “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ” (القدر: 3). وهي الليلة التي أُنزل فيها القرآن، وتتنزل فيها الملائكة، وتُستجاب فيها الدعوات. لذا يحرص المسلمون على الاجتهاد في العبادة فيها، وسنتناول في هذا المقال كيفية أداء صلاة ليلة القدر، وأفضل الأعمال التي تُستحب فيها.

كيفية صلاة ليلة القدر
1. النية الصادقة
قبل البدء بالصلاة، يجب عقد النية في القلب بأنك تقوم هذه الليلة طاعةً لله، وابتغاءً لمرضاته.
2. عدد الركعات
ليس هناك عدد محدد لصلاة قيام ليلة القدر، ولكنها تُصلّى على هيئة مثنى مثنى، كما قال النبي ﷺ: “صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلّى ركعة واحدة توتر له ما قد صلّى” (البخاري ومسلم). ومن المعتاد أن يصلي المسلمون:
- 8 ركعات كما ورد عن النبي ﷺ.
- 11 أو 13 ركعة لمن أراد الإطالة.
- أي عدد يشاء من الركعات وفق استطاعته وخشوعه.
3. كيفية أداء الصلاة
- في كل ركعة، يقرأ المصلي سورة الفاتحة ثم ما تيسر من القرآن.
- يُستحب الإطالة في القراءة، ويمكن قراءة سور مثل:
- سورة البقرة، آل عمران، النساء.
- أو قراءة سور قصيرة مع التدبر.
- بعد الركوع والسجود، يكرر ذلك في كل ركعتين، ثم يُسلّم.
4. الإطالة في السجود
السجود هو موضع القرب من الله، لذلك يُستحب للمسلم أن يطيل السجود، ويكثر فيه من الدعاء، لقوله ﷺ: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء” (مسلم).
5. صلاة الوتر
بعد قيام الليل، يُستحب ختم الصلاة بالوتر، ويمكن أن تكون:
- ركعة واحدة.
- ثلاث ركعات متصلة أو منفصلة.
- خمس أو سبع ركعات لمن أراد الإطالة.

أفضل الأعمال في ليلة القدر
1. الدعاء والتضرع
أفضل دعاء يقال في ليلة القدر هو ما أوصى به النبي ﷺ للسيدة عائشة رضي الله عنها: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني” (الترمذي). كما يُستحب الدعاء بالخير في الدنيا والآخرة.
2. قراءة القرآن الكريم
- يُستحب الإكثار من قراءة القرآن وتدبره.
- يمكن محاولة ختم القرآن في هذه الليالي.
- تدبر معاني الآيات والعمل بها.
3. الذكر والاستغفار
- الإكثار من الاستغفار: “أستغفر الله العظيم وأتوب إليه”.
- التسبيح: “سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم”.
- التهليل: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”.
4. الصدقة والإنفاق في سبيل الله
- التصدق على المحتاجين يزيد الأجر في هذه الليلة المباركة.
- المشاركة في إفطار الصائمين.
- دعم المشاريع الخيرية.
5. الاعتكاف والتفرغ للعبادة
- يُستحب الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان.
- التفرغ للصلاة والعبادة.
- تجنب الانشغال بأمور الدنيا.
سبب تسمية ليلة القدر
لقد ذكر العلماء عدة أسباب للتسمية و منها:
- القدر وهو الشرف كما نقول فلان ذو قدر عظيم.
- أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام.
- ومعنى القدر : التعظيم أي أنها ليلة ذات قدر لهذه الخصائص التي اختصت بها.
علامات ليلة القدر
لم تُحدد ليلة القدر بشكل دقيق، ولكنها تكون في العشر الأواخر من رمضان، وخاصة في الليالي الفردية (21، 23، 25، 27، 29). ومن علاماتها:
- تكون ليلة هادئة، لا حارة ولا باردة.
- يكون القمر مضيئًا بشكل واضح.
- الشمس تشرق صبيحتها بلا شعاع.
- يشعر المسلم بالطمأنينة والسكينة.
- الرياح فيها تكون ساكنة
فضل ليلة القدر
- خير من ألف شهر: قال تعالى: “ليلة القدر خير من ألف شهر“، أي أن العبادة فيها تعادل عبادة أكثر من 83 سنة، وهو عمر طويل قد لا يبلغه الكثير من الناس.
- نزول القرآن الكريم فيها: قال تعالى: “إنا أنزلناه في ليلة القدر“، أي أن القرآن الكريم بدأ نزوله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة المباركة.
- تنزل الملائكة والروح فيها: قال تعالى: “تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر“. الملائكة تنزل بالرحمات والبركات، والروح هو جبريل عليه السلام.
- ليلة سلام وأمان: قال تعالى: “سلام هي حتى مطلع الفجر“، فهي ليلة خالية من الشرور، مليئة بالسلام والطمأنينة.
- مغفرة الذنوب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه” (متفق عليه). - يُستجاب فيها الدعاء: وهي من الليالي التي يُرجى فيها استجابة الدعاء، لذلك يُستحب الإكثار من الدعاء فيها، وأفضل ما يُقال:
“اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني”.
ليلة القدر هي فرصة عظيمة لا ينبغي إضاعتها، فهي ليلة مضاعفة الأجر، وتُرفع فيها الأعمال إلى الله. لذا، علينا أن نستغلها بالصلاة، والذكر، والقرآن، والدعاء، لعلنا نكون من الفائزين برحمة الله ومغفرته بفضل ليلة القدر
مصادر
كيف تخطط لاستغلال ليلة القدر؟ شاركنا تجربتك في التعليقات!