كيف توفي الشيخ عبد الحميد كشك؟
قصة آخر سجدة في حياة فارس المنابر
هل تمنيت يومًا أن تكون خاتمتك في الحياة ساجداً لله؟
إنها أمنية يتمناها كل مؤمن، لكنها نادرة… ومع ذلك، فقد نالها رجل عاش حياته في سبيل الدعوة، وصدح بالحق من فوق المنابر دون أن يخشى في الله لومة لائم.
إنه الشيخ عبد الحميد كشك، الرجل الذي هزّ أركان الظلم بكلماته، وأبكى القلوب بخشوعه، وختم حياته بسجدة كانت أعظم ختام.
فمن هو الشيخ كشك؟ وكيف كانت وفاته؟ وهل حقًا مات ساجدًا؟ إليك القصة كما لم تُروَ من قبل.
من هو الشيخ عبد الحميد كشك؟
الشيخ عبد الحميد كشك هو أحد أبرز علماء ودعاة القرن العشرين في العالم العربي، وُلد في 10 مارس 1933م بقرية شبراخيت في محافظة البحيرة، مصر.
فقد بصره في سن مبكرة، لكن الله عوّضه بنور البصيرة وقوة الحفظ والخطابة المؤثرة.
حفظ القرآن كاملًا وهو دون سن العاشرة، والتحق بالأزهر الشريف، وتخرّج منه متفوقًا في كلية أصول الدين.
ثم عمل خطيبًا في مسجد “عين الحياة” بحي حدائق القبة في القاهرة، واشتهر بخطبه النارية التي كانت تحشد الآلاف كل جمعة، حتى لقب بـ**”فارس المنابر”**.
أسلوبه في الخطابة:
كان الشيخ كشك يخطب دون ورقة أو ملاحظات، ويستشهد بالقرآن والحديث والتاريخ والشعر والنكتة في توازن فريد.
استخدم أسلوبًا شعبيًا بسيطًا، جعله يدخل قلوب الناس من مختلف المستويات التعليمية.
لكنه لم يكن فقط خطيبًا، بل صوتًا للحق في زمن ساد فيه الخوف، فانتقد الظلم والفساد والانحراف عن الإسلام، ووجّه نقدًا صريحًا للأنظمة الحاكمة، مما تسبب في اعتقاله عدة مرات.

كيف توفي الشيخ عبد الحميد كشك
هذه هي القصة الحقيقية، الموثقة من أقاربه وتلاميذه:
في يوم الجمعة 26 رجب 1417هـ الموافق 6 ديسمبر 1996م، توضأ الشيخ كعادته قبيل صلاة الجمعة، واستعد لصلاة ركعتين كنافلة.
دخل في صلاته، وبينما هو ساجد، قبض الله روحه الطاهرة وهو على هيئة السجود.
نعم، توفي الشيخ عبد الحميد كشك ساجدًا بين يدي الله في بيته، في أعظم مشهد يتمناه أي مؤمن.
ولم يكن هذا الأمر مفاجئًا لتلاميذه، فقد كان يدعو الله دائمًا أن يميته ساجدًا، بل ذكر هذا في خطبه مرارًا.
شهادات المحيطين به:
- روى أحد أبنائه أنه في الأيام الأخيرة، كان كثير الخشوع والبكاء في صلاته.
- وقال أحد جيرانه: “رأيته آخر مرة في صلاة الفجر، وكان وجهه مشرقًا كأنه نور”.
- وذكر أحد أصدقائه: “كان يلحّ بالدعاء أن يختم الله له بالسجود، وكنت أتعجب من إلحاحه… حتى صدق الله وعده”.
ما بعد وفاته:
حين أُعلنت وفاته، انتشر الخبر بسرعة، وتجمّعت حشود ضخمة في جنازته، حتى أن السلطات فوجئت بحجم الحب الشعبي الجارف لهذا الرجل.
دُفن في قريته، وشيّعه الآلاف، وكان مشهدًا مهيبًا يعكس مكانته في قلوب الناس.